الوصول إلى خدمات الصرف الصحي المُحسَّن
جدول المحتويات
ملخص
تعيش أكثر من نصف الأسر في مصر (53,4٪) دون مرافق الصرف الصحي المُحسَّن، حيث يستخدم معظمها خزانات “ترانشات” للصرف الصحي غير المعزولة، أو شبكات صرف غير رسمية والتي تصرف مياه الصرف الصحي الخام إلى الترع.[1] نسبة الحرمان من خدمات الصرف الصحي المُحسَّن أكبر في الأقاليم الريفية في مصر (الصعيد والدلتا) منها في غيرها.
في حين أن شبكات الصرف الصحي غير الرسمية تحمل مخاطر صحية وتُلوِّث المياه الجوفية التي هي مصدر مياه الشرب لعدد كبير من المصريين. تتسبب هذه الشبكات كذلك في رفع منسوب المياه الجوفية، وهذا بدوره يؤثر في السلامة الإنشائية للمباني.
ما هي مشاكل عدم الحصول على خدمات الصرف الصحي المُحسَّن؟
مصدر القلق الرئيسي المرتبط يعدم وجود مرافق الصرف الصحي المُحسَّن متعلق بالصحة العامة للسكان الذين ليس لديهم إمكانية الوصول إلى خدمات صرف صحي محسَّنة. يمكن أن تحتوي مياه الصرف الصحي الخام على مسببات لأمراض مثل البكتيريا والفيروسات والطفيليات والديدان،[2] والتي يمكن أن تؤدي إلى مجموعة من الأمراض مثل الإسهال، والحمى، والتشنجات، وفي بعض الأحيان التقيؤ، والصداع، وضعف أو فقدان الشهية.[3] أدى انعدام خدمات الصرف الصحي المُحسَّن في العديد من القرى إلى غرق الشوارع بمياه الصرف الصحي،[4] والتعريض المباشر للسكان للمرض. في الوقت الذي تسربت فيه أيضًا مياه الصرف الصحي إلى الأرض مسببة تلوث المياه الجوفية التي يتم ضخها من الأرض للشرب، أو اختلاط مياه الشبكة العامة مع مياه الصرف الصحي لتهالك الشبكات.
وهناك قلق آخر يرتبط بعدم وجود خدمات الصرف الصحي المُحسَّن، وهو التأثير الخطر في السلامة الإنشائية للمنازل. في 2013/2012 أدى ارتفاع منسوب المياه الجوفية إلى 18٪ من حوادث انهيار العقارات في مصر،[5] وهذه حقيقة تجسدت في كارثة شارع الإمام الغزالي في حي إمبابة بالجيزة. زعزعت الزيادة في منسوب المياه الجوفية استقرار عدد من المباني، والتي بدأت في الميل والانهيار الجزئي، في حين غرقت الطوابق الأرضية والبدرومات بمياه الصرف الصحي.[6] وأدى ذلك إلى إخلاء العديد من الأسر حتى يتم حل مشكلة الصرف الصحي، حيث تقرر إعادة بناء بعض المباني.
من الذين لا يستطيعون الحصول على خدمات الصرف الصحي المُحسَّن ؟
أعلى نسبة من الحرمان من خدمات الصرف الصحي المُحسَّن تقبع في الأقاليم الريفية في مصر، حيث معظم القرى وعدد كبير من المدن تفتقر إلى شبكات صرف صحي مناسبة. وبينما النسبة القومية للحرمان من الصرف الصحي المحسَّن هي 53,4٪ ما يؤثر في أكثر من 9 ملايين أسرة، تسكن 4 ملايين أسرة منهم في قرى ومدن تفتقر بشكل كامل تقريبًا إلى الصرف الصحي المتطور (بنسبة حرمان 90٪ أو أكثر). تقع معظم هذه المناطق في صعيد مصر، حيث تراوح مستوى الحرمان في المحافظات بين 64% و90٪، في حين أن من 28٪ إلى 79٪ من سكان الدلتا محرومون من الصرف الصحي المحسَّن.
لماذا يفتقر الناس إلى خدمات الصرف الصحي المُحسَّن؟
السبب الرئيسي وراء الحرمان من خدمات الصرف الصحي المُحسَّن هو ارتفاع تكلفة البنية التحتية اللازمة لتوسيع الشبكات في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، حيث تذكر مصادر حكومية حديثة أنها يمكن أن تصل إلى 100 مليار جنيه،[7] في حين تم تحويل نسبة كبيرة من الإنفاق العام إلى مشاريع المدن الجديدة في محاولة فاشلة لإعادة توجيه النمو السكاني.[8]
ما يمكن عمله؟
توسيع البرنامج الحالي لبناء محطات وشبكات الصرف الصحي في المناطق المحرومة مع إعطاء الأولوية للمناطق الأكثر حرمانًا، وتوسيع استخدام التكنولوجيا منخفضة التكلفة.[9]
المنهجية
التعريفات
لا يعتبر الصرف الصحي بعدُ حقًّا قائمًا بذاته، بل يعتبر جزءًا من الحق في السكن الملائم والحق في مستوى مناسب للمعيشة. وفقًا لذلك، عرفت اللجنة الفرعية لتعزيز وحماية حقوق الإنسان الحق في الصرف الصحي بأنه “حق كل إنسان في الحصول على خدمات الصرف الصحي الملائمة والآمنة والتي تساعد على حماية الصحة العامة والبيئة“. في حين يعرف صندوق الطفولة التابع للأمم المتحدة (اليونيسيف) الوصول إلى الصرف الصحي المتطور بالشكل الآتي: “يعتبر المسكن موصولًا بصرف صحي متطور إذا كان لديه استخدام حصري لمرحاض بسيفون حديث أو تقليدي يصب في المجاري العامة، أو في قبو (بيارة) أو في نظام للصرف الصحي“.
أدوات القياس
يقيس برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية الوصول إلى الصرف الصحي المتطور عن طريق حساب “نسبة السكان الذين يحصلون على خدمات الصرف الصحي المُحسَّن أو النسبة المئوية من السكان الذين يحصلون على المرافق التي تفصل صحيًّا فضلات الإنسان عن الاتصال بالإنسان والحيوان والحشرات“. يعتبر البرنامج المرافق مثل الصرف الصحي وخزانات الصرف الصحي والمراحيض ذات الدفق الفقير والمراحيض التي هي عبارة عن تجويفات ذات تهوية، يعتبر كل هذا، صرفًا صحيًّا متطورًا، شريطة أن لا يكون أي منها مرفقًا عامًّا.
لضمان فعالية تلك المرافق الصحية، قرر برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية شروطًا معينة:
- التركيب: يجب أن يبنى المرفق بشكل صحيح ويصان بشكل سليم.
- المشاركة: يجب أن لا تكون المرافق مشاركة بين أكثر من مسكنين.
- الكفاية: يجب أن يكون لنظام الصرف الصحي سعة كافية تمنع حدوث الانسدادات.[10]
منهجية حساب مؤشر الوصول إلى الصرف الصحي المتطور في مصر
وفقًا للمعايير والاتفاقات الدولية التي تلتزم بها مصر واستنادًا إلى البيانات الكمية التي نشرها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في التعداد العام للسكان وظروف السكن عام 2006، اعتبرنا الاتصال المباشر بشبكة الصرف الصحي العامة معيارًا دالًّا على الوصول إلى مرفق صرف صحي متطور، وذلك لأن معظم خزانات الصرف الصحي إما ليست معزولة وإما لا يتم نزحها بانتظام. فيما تم اعتبار المنازل المتصلة بالترانشات في المحافظات الصحراوية أنها متصلة بصرف صحي محسَّن لأنها لا تعاني ارتفاع منسوب المياه الجوفية.
المراجع
[1] الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء 2008 التعداد العام للسكان وظروف السكن 2006. توزيع عدد الأسر وأفرادها طبقا لإتصال المسكن بمرفق الصرف الصحى بمحافظات الجمهورية [2] FAO n.d. Quality control of wastewater for irrigated crop production, Chapter 2 - Health risks associated with wastewater use. http://www.fao.org/docrep/w5367e/w5367e04.htm Accessed 31.08.2016 [3]Australian Government 2010. Department of Health. Disease from sewage. November 2010 http://www.health.gov.au/internet/publications/publishing.nsf/Content/ohp-enhealth-manual-atsi-cnt-l~ohp-enhealth-manual-atsi-cnt-l-ch2~ohp-enhealth-manual-atsi-cnt-l-ch2.3 Accessed 31.08.2016 [4] " قرى بني سويف تحلم بـ "الصرف الصحي". بوابة الفجر. 19 يوليو 2016 http://www.elfagr.org/2208484 للمزيد بخصوص الكوارث المتعلقة بالصرف الصحي، انظر أرشيف العمران، وصوم: خطر_انهيار_مرافق #صرف_صحي https://www.diigo.com/search?what=%D8%AE%D8%B7%D8%B1_%D8%A5%D9%86%D9%87%D9%8A%D8%A7%D8%B1_%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%81%D9%82+%23%D8%B5%D8%B1%D9%81_%D8%B5%D8%AD%D9%89&type=all&privacy=public&snapshot=no&sort=updated [5] المبادرة المصرية للحقوق الشخصية 2014. لماذا تنهار العقارت في مصر؟ http://egyptbuildingcollapses.org/ [6] مبادرة الحق في السكن. الصرف غير الصحي. وزارة إسكان الظل. 24 يونيو 2013 https://www.youtube.com/watch?v=eiOKYKWRfKc [7] "وزير الإسكان: نحتاج 100 مليار جنيه لحل أزمة الصرف الصحي فى القرى"، البورصة، 02.03.2016 http://www.alborsanews.com/2016/03/02/%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%83%D8%A7%D9%86-%D9%86%D8%AD%D8%AA%D8%A7%D8%AC-100-%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B1-%D8%AC%D9%86%D9%8A%D9%87-%D9%84%D8%AD%D9%84-%D8%A3%D8%B2%D9%85/ [8] شوكت، وخليل. موازنة العمران 2016/15 | تحليل العدالة المكانية في مصر. 10 طوبة، القاهرة. يونيو 2016 http://www.10tooba.org/?p=395 [9] تقنية محطات معالجة الصرف الصحي اللا مركزية كما تم تقييمها في تقرير: برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية. الممارسات العمرانية الموازية في مصر. نيروبي، 2015. http://www.10tooba.org/?p=275 [10] برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية. المبادئ التوجيهية للمؤشرات الحضرية - مراقبة جدول أعمال برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية والأهداف الإنمائية للألفية. نيروبي، أغسطس 2004.